جنيف – اختتم تحالف ميثاق العدالة من أجل اليمن بمشاركة منظمة "سام" و" معهد دي تي" ممثلاً بإدارة التحالف ومدير البرامج فراس حمدوني، سلسلة من الأنشطة الحقوقية الدولية التي عُقدت في جنيف خلال الفترة من 13 إلى 17 يناير 2025.
جاءت هذه الأنشطة في إطار تعزيز جهود حماية حقوق الإنسان في اليمن، ومناقشة أبرز القضايا الحقوقية التي تواجه المجتمع اليمني في ظل الصراع الدائر وفتح قنوات حوار مع المجتمع الدولي.
ركزت الأنشطة على عدة ملفات هامة وشائكة، من أبرزها التضييق على المجتمع المدني في اليمن، الاعتقالات التعسفية، قضايا الإخفاء القسري، وانتهاكات حقوق الإنسان التي تطال المدنيين بشكل خاص. كما تم تسليط الضوء على الدعوات المتكررة لتجنب استهداف المنشآت المدنية، مثل الموانئ والمناطق السكنية، التي تتعرض لأضرار جسيمة في سياق الحرب.
اللقاءات مع الوفود الدولية
شملت الزيارة عدة لقاءات مع مندوبين دوليين، أبرزهم مندوب الولايات المتحدة الأمريكية في مجلس حقوق الإنسان. خلال اللقاء، ناقش الوفد الأوضاع الحقوقية في محافظة البيضاء، حيث تم التركيز على الانتهاكات المستمرة بحق المعتقلين في السجون اليمنية، فضلاً عن ضرورة حماية المدنيين من تداعيات الصراع المستمر في البلاد.
كما التقى الوفد بمندوبي سبع دول أعضاء في مجلس حقوق الإنسان، وهي: هولندا، أيرلندا، جنوب أفريقيا، المكسيك، سويسرا، لوكسمبورغ، والسويد. وقد تم عقد هذه اللقاءات عبر تقنية الزوم بمشاركة "رابطة أمهات المختطفين" لمناقشة الوضع الحقوقي في اليمن وتوثيق الانتهاكات التي تعرّض لها المدنيون. وتم التأكيد على ضرورة ضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة، مع التركيز على أهمية اتخاذ إجراءات لحماية المدنيين وضمان حقوقهم الأساسية.
جلسات مع المقررين الخاصين للأمم المتحدة
تم عقد جلسة جماعية مع ثمانية من المقررين الخاصين التابعين للأمم المتحدة، حيث ناقش الوفد خلالها عدة قضايا حيوية تتعلق بالحقوق المدنية والسياسية. من بين هذه القضايا: التضييق على المجتمع المدني، الاعتقالات التعسفية، الإخفاء القسري، والتعليم، خاصةً في المناطق التي تشهد نزاعًا مستمرًا. كما تمت مناقشة أهمية التعاون مع المنظمات المحلية والدولية لدعم حقوق الإنسان في اليمن وتعزيز العدالة.
المؤتمر الأول للإخفاء القسري
حضر التحالف المؤتمر الأول الذي نظّمته الأمم المتحدة حول "الإخفاء القسري"، حيث قام الوفد بتسليط الضوء على ملف الإخفاء القسري في اليمن. تم تعريف المجتمع الدولي بحجم هذه القضية وضرورة التحرك بشكل عاجل لمعالجة هذا الانتهاك الجسيم لحقوق الإنسان. كما تم عقد اجتماعات مع وفود دولية لتبادل الآراء وتعزيز الدعم للمتضررين من هذه الانتهاكات.
اللقاء مع المفوضية السامية لحقوق الإنسان
اختتمت زيارة الوفد بلقاء مع مسؤولة الملف اليمني في المفوضية السامية لحقوق الإنسان، حيث تم تقديم تقارير تفصيلية حول الانتهاكات الحقوقية التي تم رصدها في مختلف المناطق اليمنية. كما تم مناقشة دور المنظمات الحقوقية في مواجهة هذه الانتهاكات ودعم ضحاياها. في نفس السياق، تمت زيارة سفارة سلطنة عمان في جنيف لمناقشة دورها كوسيط في إيصال المطالب الحقوقية للمفاوضين، خاصةً تلك المتعلقة بالمعتقلين والمختطفين.
الختام والتأكيد على الالتزام بحقوق الإنسان
أكّد التحالف أن هذه الأنشطة تأتي ضمن جهوده المستمرة لحماية المدنيين وتعزيز حقوق الإنسان في اليمن، وأن التعاون الفعال مع الأطراف الدولية يعد أحد الركائز الأساسية لتحقيق السلام والعدالة في البلاد. وأشار إلى أن التحالف يواصل العمل على رفع الوعي الدولي حول القضايا الحقوقية في اليمن ويعمل على تقديم الدعم للضحايا والمجتمعات المتضررة من الصراع المستمر.