جنيف - قالت منظمة سام للحقوق والحريات إنّها تلقت بلاغًا رسميًا من الصحفي عبدالرحمن محمد عبدالله قاسم الحميدي، يفيد بتعرضه للاحتجاز التعسفي والتهديد والإكراه من قبل المنطقة الأمنية الثالثة في محافظة مأرب، وذلك على خلفية نشره منشورًا يوثق اعتداءً مسلحًا تعرّض له زميله الصحفي نجم الدين الصبري.

وذكرت سام، بناءً على ما ورد في البلاغ، أن الصحفي الحميدي قد تم استدعاؤه في 23 مايو 2025 إلى مقر المنطقة الأمنية، حيث جرى احتجازه والتحقيق معه قسرًا، ووجهت إليه اتهامات بخدمة “العدو الحوثي” على خلفية نشره مقطع فيديو يوثق حادثة الاعتداء. وأضاف الصحفي في بلاغه أنه أُجبر على حذف المنشور تحت التهديد، واحتُجز لساعات طويلة دون أي مسوغ قانوني، قبل أن يُفرج عنه بضمانة حضورية. وفي اليوم التالي، جرى استدعاؤه مرة أخرى وإرغامه على توقيع التزام بعدم تناول أي قضية تتعلق بمحافظة مأرب دون التنسيق المسبق مع الجهات الأمنية.

وأكدت سام أن هذه الإجراءات تمثل انتهاكًا جسيمًا لحرية الصحافة، وتتنافى مع مبادئ الدستور اليمني والقوانين الوطنية، كما تُعد إخلالًا بالتزامات اليمن بموجب المواثيق الدولية ذات الصلة بحرية الرأي والتعبير، وحماية المدافعين عن حقوق الإنسان.

وشددت سام على أن التضييق على الصحفيين، وإخضاعهم للتهديد والضغط، هو سلوك مرفوض ومجرّم قانونًا، ويقوّض بيئة العمل الصحفي، ويخلق مناخًا من الخوف والصمت إزاء الانتهاكات.

وطالبت المنظمة السلطات في محافظة مأرب بالكف الفوري عن هذه الممارسات، وضمان حرية العمل الصحفي وسلامة الصحفيين، واحترام الحق في تداول المعلومات دون قيود أو تدخلات أمنية. كما تحتفظ سام بحقها في متابعة هذه القضية قانونيًا وتوثيقها ضمن سجل الانتهاكات الحقوقية التي تعمل على رصدها بشكل مستمر.